Happy Chinese New Year

الثلاثاء، 25 ديسمبر 2012

فهرس خيال مصراوى: لوحات مقامية ساخرة بقلم بنت الطبيعة د.مرفت محرم

السيد شائع:لوحة مقامية ساخرة بقم بنت الطبيعة الدكتورة.مرفت محرم



السيد شائع


لم يكن معلوماً لدى أجدادنا؛ كيف دخل السيد شائع لبلادنا؛ دون استئذان ولا حس؛ فى جنح الظلام كأنه لص...

هذا الكائن العجيب؛ تراه من قريب هلامى الشكل، ضبابى اللون، يطير فى الهواء كرذاذ بسرعة البرق المجتاز؛ فيخترق الآذان دون استئذان، وينتشر فى منطقة الرأس كسرطان، وفى ثوان معدودات؛ تصبح له أطراف فى جميع الجهات، دون أقدام ثابتات...

ثم لا يلبث السيد (شائع)؛ وهو عدو الحقيقة؛ أن يقوم بفعل رائع؛ هو إعادة زوجته الطليقة؛ إلى عصمته؛ أو بالأحرى عصابته... فمدام (شائعة)؛ سيدة رائعة الحسن والجمال؛ تداعب خيال أى إنسان؛ فتستهويه وتغريه وتغويه وتفعل فعلها فيه؛ فتدخل ـ كالمعتاد ـ إلى قلوب وعقول الأفراد والجماعات؛ فى ظل غياب عدوتها الحقيقية مدام شفافية؛ زوجة السيد واقع؛ الذى وقع على بساط زوجته الحرة؛ فمات منذ سنوات؛ ومن يومها أضحى اسمها (الحقيقة المُرة) وهى مسميات؛ دفعت البعض إلى إخفائها عن العيون؛ وترك المجال للخيالات والظنون...

ولما كان السيد شائع كبقية الرجال؛ مغرم بالخلفة والعيال؛ فقد أنجب من زوجته وحبيبته؛ بعدد أبناء قريته ومدينته أطفالاً، وهم شأنهم شأن أمثالهم؛ يزحفون وهم صغار على البلاطة، ثم يكبرون فيسيرون تاتا تاتا... حتى يصيروا بحجم الفيل، وينتشروا انتشار النار فى الهشيم، ويحتلوا فى بعض وسائل الإعلام الموقع العظيم... فيأسرونا بمنطقهم المعكوس، ويدخلون بيوتنا كدخول التتار والهكسوس؛ فلا نجد بداً من التعامل معهم بالمحسوس؛ تعاملنا مع بنتنا نوسه، وابننا محروس....

وهو ما دفعهم للتغول ـ أصبحوا غيلاناً ـ عياناً بياناً؛ فأنشأوا مؤسسة خاصة بهم؛ أطلقوا عليها أسماء أبنائهم وبناتهم؛ فى امبراطورية الشائعات؛ التى يطلقونها كبالونات اختبار؛ فتفزع الصغار والكبار....

أكتب هذا الكلام، وتحيط بى الآن؛ من خلف ومن أمام، وعن شمال وعن يمين؛ قرود الشائعات (المسلسلين)، وهم يلعبون ويرتعون؛ ولسان حالهم يقول بالفم الملآن:
تمسكنا؛ فتمكنا منك أيها الإنسان.
 .....................

الأربعاء، 4 أبريل 2012

ابن البرغوث: بقلم بنت الطبيعة دكتورة مرفت محرم



ابن البرغوث


تمكن الحقد والحسد، من روح وجسد برغوث صغير؛ فنظر إلى عصفور يغنى ويطير نظرة استياء؛ كيف لهذا الكائن أن يحلق فى الهواء، وحوله الطبيعة الغناء؛ وأنا تنبزنى السماء، وكافة الأحياء؛ لكونى لا أستطيع الطيران والغناء، ولا الحياة إلا على مص الدماء؟!!...

استشاط غضباً وحنقاً، ثم فكر دهراً فقرر كفرا؛ قفز بحركات بهلوانية؛ بسوء نية وبغير تدبر ولا رويه؛ فقرر أن يقيم للعصفور وليمة؛ وكانت خطته اللئيمة؛ تتلخص فى محاولة تسميمه، ثم أن يخلع جناحيه بيديه، ويلصقهما بجسده ويركبهما عليه؛ ظناً منه أن هذه الحيلة؛ يمكنها أن تحقق أحلامه المستحيلة....

فلما قام بما قام، ولم يستطع الطيران؛ ازدادت حدة غضبته؛ فراح يعلن حملته الشعواء؛ على كل طيور السماء؛ بشكل هستيرى بغيض؛ فأحدث جلبة وضجيجاً؛ فتنبه الأحياء إلى وجوده فى ثنايا ثيابهم؛ غارساً خرطومه فى أجسادهم، مقلقاً لراحتهم وماصاً لدمائهم... فراحوا يرشون عليه المبيدات؛ للقضاء على الحشرات المهلكات بجيناتها العدوانية؛ ناقلات أمراض الحقد والبغض والكراهية...

رحل البرغوث اللئيم؛ تاركاً أبناءه وفى يدهم وصيته الأخيرة، التى مات دون تحقيقها، ومفادها: استمروا فى أداء رسالتكم الحاقدة الماكرة، وامنعوا كل طائر طليق من التحليق؛ كى لا يظهر عليكم، ويكون أفضل منكم؛ فهذا لا يليق؛ بعالم البراغيث والجرزان والغربان والنعيق...

وهكذا وبأقصى جهد برغوثى، يحاول ابن البرغوث السير على نفس النهج النمطى؛ فيجوس بلا إحساس أو حذر؛ فى أعراض البشر؛ متخطياً حدود الالتزام، بما فرضته وصية اللئام؛ ليس غير؛ لأنه وجد قلوب المؤمنين كالطير؛ فاختلط عليه الأمر، وكان منه ما كان: هجمات بربرية من قريب؛ واجهتها البلابل والحمام؛ برش المبيد، والتجاهل التام.
.......................
http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2012/12/28/281094.html