Happy Chinese New Year

الأربعاء، 4 أبريل 2012

ابن البرغوث: بقلم بنت الطبيعة دكتورة مرفت محرم



ابن البرغوث


تمكن الحقد والحسد، من روح وجسد برغوث صغير؛ فنظر إلى عصفور يغنى ويطير نظرة استياء؛ كيف لهذا الكائن أن يحلق فى الهواء، وحوله الطبيعة الغناء؛ وأنا تنبزنى السماء، وكافة الأحياء؛ لكونى لا أستطيع الطيران والغناء، ولا الحياة إلا على مص الدماء؟!!...

استشاط غضباً وحنقاً، ثم فكر دهراً فقرر كفرا؛ قفز بحركات بهلوانية؛ بسوء نية وبغير تدبر ولا رويه؛ فقرر أن يقيم للعصفور وليمة؛ وكانت خطته اللئيمة؛ تتلخص فى محاولة تسميمه، ثم أن يخلع جناحيه بيديه، ويلصقهما بجسده ويركبهما عليه؛ ظناً منه أن هذه الحيلة؛ يمكنها أن تحقق أحلامه المستحيلة....

فلما قام بما قام، ولم يستطع الطيران؛ ازدادت حدة غضبته؛ فراح يعلن حملته الشعواء؛ على كل طيور السماء؛ بشكل هستيرى بغيض؛ فأحدث جلبة وضجيجاً؛ فتنبه الأحياء إلى وجوده فى ثنايا ثيابهم؛ غارساً خرطومه فى أجسادهم، مقلقاً لراحتهم وماصاً لدمائهم... فراحوا يرشون عليه المبيدات؛ للقضاء على الحشرات المهلكات بجيناتها العدوانية؛ ناقلات أمراض الحقد والبغض والكراهية...

رحل البرغوث اللئيم؛ تاركاً أبناءه وفى يدهم وصيته الأخيرة، التى مات دون تحقيقها، ومفادها: استمروا فى أداء رسالتكم الحاقدة الماكرة، وامنعوا كل طائر طليق من التحليق؛ كى لا يظهر عليكم، ويكون أفضل منكم؛ فهذا لا يليق؛ بعالم البراغيث والجرزان والغربان والنعيق...

وهكذا وبأقصى جهد برغوثى، يحاول ابن البرغوث السير على نفس النهج النمطى؛ فيجوس بلا إحساس أو حذر؛ فى أعراض البشر؛ متخطياً حدود الالتزام، بما فرضته وصية اللئام؛ ليس غير؛ لأنه وجد قلوب المؤمنين كالطير؛ فاختلط عليه الأمر، وكان منه ما كان: هجمات بربرية من قريب؛ واجهتها البلابل والحمام؛ برش المبيد، والتجاهل التام.
.......................
http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2012/12/28/281094.html